"إِسْتِئْصَالُ
الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ"
كَمَا عَرَفْناَ
جَمِيْعاً أَنَّ الشَّبَابَ يَقُوْمُوْنَ بِدَوْرٍ هَامٍّ فِى تَرْقِيَةِ
الشُّعُوْبِ وَتَقَدُّمِهِمْ. فَهُمْ اَمَلُ اْلاُمَّةِ الَّذِيْنَ سَيُجَاهِدُوْنَ لِمُسْتَقْبَلِ
بَلَدِنَا اْلبَاهِرِ . فَهُمْ اَيْضًا اَمَلُ الاِسْلاَمِ الَّذِيْنَ
سَيُضَحُّوْنَ اَنْفُسَهُمْ لِتَطْبِيْقِ تَعَالِيْمِهِ فِى الْمُسْتَقْبَلِ كَمَا
قَالَ النَّبىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِى يَدِ الشُّبَّانِ
أَمْرَ اْلأُمَّةِ وَفِى اَقْدَامِهِمْ حَيَاتَهَا. وَبِهذَا كُنَّا نَعْنِىْ أَنَّ
الشَّبَابَ سَوْفَ يَقُوْمُوْنَ بِدَوْرٍ هَامٍّ فِى الْمُسْتَقْبَلِ .
لَكِنَّ الاَسَفَ
كُناَّ نُشَاهِدُ كَثِيْرًا مِنْ اَصْحَابِناَ مِنَ الشَّباَبِ اْلآنَ،
يَتَجَاوَزُوْنَ عَنْ اَحْكَامِ دِيْنِ اْلاِسْلاَمِ وَلاَيَهْتَمُّوْنَ
بِالتَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيْمِ وَيَتَخَلَّقُوْنَ بِاْلاَخْلاَقِ السَّيِّئَةِ .
كَمَا شَاهَدْناَ فِى التِّلْفَاز ، اَوْ سَمِعْناَ فِى الْمِذْياَعِ ، أَوْ
قَرَأْناَ فِى الْجَرِيْدَةِ أَنَّ كَثِيْرًا مِنَ الشَّبَابِ الَّذِيْنَ
يَشْرَبُوْنَ الْخَمْرَ وَيَأْكُلُوْنَ الْمُخَدِّرَةَ وَاْلاَفْيُوْنَ وَغَيْرَ
ذلِكَ مِنَ اْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ . وَكَمَا سَمِعْتُ فِى SCTV أَنَّ حَوَالَىْ ثَلاَثَةَ مِلِيُوْن مِنْ
اَصْحَابِناَ مِنْ شُبَّانِنَا قَدْ سَقَطُوْا إِلَى سَهْلِ الْمُخَدِّرَاتِ
وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ. مَا شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ اللهُ. أَيُّهَا
اْلاِخْوَة هذَا اْلآنَ ، وَلَكِنْ كَيْفَ فِى السَّنَةِ اْلآتِيَةِ؟ كَيْفَ فِى
السَّنَوَاتِ الْقَادِمَةِ؟ كَمْ جُمْلَةً الشَّبَابِ الَّذِيْنَ سَيَقَعُوْنَ
إِلىَ سَهْلِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ.
كُناَّ لاَ نَسْتَطِيْعُ
أَنْ نَتَفَكَّرَ وَنَتَصَوَّرَ مَاذاَ سَوْفَ يَقَعُ فِى الْمُسْتَقْبَلِ ؟
وَكَيْفَ بَلْدَتُنَا هذِهِ فِى الْمُسْتَقْبَلِ ، إِذاَ كاَنَ جَمِيْعُ
أَصْجَابِناَ يُخْدَعُوْنَ بِالْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَات الْمُحَرَّمَةِ ؟
إِذَنْ ، كَيْفَ
نُقْبِلُ إِلىَ هذِهِ الْمَسْئَلَةِ ؟ أَيْوَهْ ، أَيُّهَا اْلاِخْوَة. فِىْ هذِهِ
الفُرْصَةِ السَعِيْدَةِ ، سَأُقَدِّمُ لَكُمْ ثَلاَثَةَ طُرُقٍ اَوْ اَحْوَالٍ
لِتَوْجِيْهِ وَضَرْبِ هذِهِ الْمَسْئَلَةِ.
اْلأَوَّلُ ، يَجُوْزُ إِلَيْناَ أَنْ نَغْرِسَ
اْلاِيْمَانَ وَالتَّقْوَى ، خَاصَّةً ، لِكُلِّ اْلاُسْرَةِ. يَجِبُ عَلىَ كُلِّ
اْلاُسْرَةِ وَعَلىَ كُلِّ
الْوَالِدِ اَنْ يَغْرِسَ اْلاِيْمَانَ وَالتَّقْوَى عَلَى اَوْلاَدِهِ مُنْذُ
صِغاَرِهِمْ . ِلاَنَّ الْوَالِدَ يَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا فِىْ تَشْكِيْلِ
شَخْصِيَّةِ اَوْلاَدِهِ . كَماَ قاَلَ النَّبىُّ صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: كُلُّ مَوْلُوْدٍ يُوْلَدُ عَلىَ الْفِطْرَةِ فَاَبَوَاهُ
يُهَوِّدَانِهِ اَوْ يُنَصِّرَانِهِ اَوْ يُمَجِّسَانِهِ . ايها الاخوة، بَعْدَ
أَنْ نَسْمَعَ الْحَدِيْثَ َآنِفًا، نَفْهَمُ أَنَّ الْوَالِدَ يَجِبُ أَنْ
يُؤَدِّبَ وَيُعَلِّمَ اَوْلاَدَهُ بِاْلاِسْلاَمِ بِاْلاِيْمَانِ وَالتَّقْوَى .
ِلاَنَّ بِاْلاِيْمَانِ وَالتَّقْوَى اللَّذَانِ غَرَسَا مُنْذُ صِغَارِهِمْ ،
فَهُمْ سَيَكُوْنُوْنَ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُؤْمِنِيْنَ الْقَوِيِّيْنَ
ِلاِعْتِصَامِ تَعْلِيْمِ اْلاِسْلاَمِ وَسَكُوْنُوْنَ مِمَّنْ لاَيُرَاوَدُوْنَ
وَلاَ يُوَسْوَسُوْنَ بِرِوَادِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ.
اَلثَّانِىْ ، يَجُوْزُ إِلَيْنَا أَنْ
نَتَّحِدَ . ِلاَنَّ بِاْلاِتِّحَادِ سَنَسْتَطِيْعُ أَنْ نَسُدَّ وَنُزْيِلَ
الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَةِ الْمُحَرَّمَةِ مِنَ بَلْدَتِنَا هذِهِ. كَمَا
قَالَ تَعَالَى : وَاعْتَصِمُوْا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيْعًا وَّلاَتَفَرَّقُوْا.
ايها الاخوة. اَمْرُ الشَعْبِ الثَقِيْل سَيَكُوْنُ سَهْلاً وَيَسِيْرًا
بِاْلاِتِّحَادِ. إِذاَ يَتَّحِدُ الْمُجْتَمَعُ اَوْ أَهْلُ اْلقَرْيَةِ وَاْلاُمَرَاءُ وَاْلعُلَمَاءُ وَمُنَظَّماَتُ الشَّبَابِيَةِ كُلُّهُمْ
ِلإِزَالَةِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَةِ الْمُحَرَّمَةِ . فَلاَ يَشْجُعُ
مَسِيْلُوْنَ اَوْ بَائِعُوْنَ اَوْ مُدِيْرُوْنَ الْمُخَدِّرَةَ وَاْلاَدْوِيَةَ
الْمُحَرَّمَةَ لِدُخُوْلِ بَلْدَتِنَا هذِهِ. هُمْ سَيَفِرُّوْنَ وَيَهْرَبُوْنَ
مِنْ بَلْدَتِنَا. وَسَنَكُوْنُ آمِنِيْنَ مِنْ اَخْطَارِ الْمُخَدِّرَةِ
وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ.
اَلثَّالِثُ ، هَيَّا نُعِيْنُ
اَصْحَابَناَ اَوْ جِيْرَانَنَا اَوْ اِخْوَاتَنَا الَّذِيْنَ قَدْ وَقَعُوْا فِىْ
سَهْلِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ. كَمَا قَالَ اللهُ
تَعَالَى : وَتَعَاوَنُوْا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى . وَكَمَا قَالَ
النَّبِىُّ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَاِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَاِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذلِكَ اَضْعَافُ
اْلاِيْمَانِ. بِهذَاالدَّلِيْلِ، ايها الاخوة . نَفْهَمُ وَنُحِسُّ اَنَّنَا
يَجِبُ اَنْ نُعِيْنَ اَصْحَابَناَ وَجِيْرَانَناَ وَإِخْوَاتَنَا وَمَنْ
حَوَالَيْنَا الَّذِيْنَ وَقَعُوْا فِىْ سَهْلِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَةِ
الْمُحَرَّمَةِ. هَيَّانَدْعُوْهُمْ وَنَنْصَحُهُمْ اَنْ يَرْجِعُوْا إِلىَ
طَرِيْقِ دِيْنِ اْلاِسْلاَمِ. هَيَّا نَجْعَلُهُمْ اَنْ يَشْعُرُوْا بِالْوَعْيِ
عَلَى أَنَّ السُّرُوْرَ وَالنِّعْمَةَ وَاْلفَرْحَةَ الَّتِىْ يَجِدُوْنَ مِنَ
الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ اُخْدُوْعَةٌ لاَحَقِيْقِيَّةٌ
وَلِسَاعَةٍ وَلَحْظَةٍ فَقَطْ.
ايها الاخوة ، بِثَلاَثَةِ
طُرُقٍ قَدَّمْتُ آنِفًا، إِنْ شَاءَ الله ، سَتَأْمَنُ بَلْدَتُنَا
هذِهِ مِنْ اَخْطَارِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ
الْمُهْلِكَةِ.
ايها الاخوة رَحِمَكُمُ
اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ. اَكْتَفِىْ كَلاَمِىْ فِىْ هذا النَّهَارِ وَاَطْلُبُ
مِنْ سُوَيْدَاءِ قُلُوْبِكُمْ الْعَفْوَ. إِذَا وَجَدْتُمْ مِنَ الْخُطْبَةِ آنِفًا
الْخَطَآتِ . ِلأَنَّ اْلاِنْسَانَ مَحَلُّ الْخَطَاءِ وَالنِّسْيَانِ
شكرا كثيرا، بوجود هذا النص أستطيع أن أعرف أهمية التربية في الأسرة
ReplyDeleteشكرا كثيرا، بوجود هذا النص أستطيع أن أعرف أهمية التربية في الأسرة
ReplyDeleteالخطابة الرائعة ، استأذنكم لنسخ هذا النص و شكرا كثيرا
ReplyDelete